شهد برنامج الفضاء الياباني حالة طوارئ يوم الثلاثاء الماضي، عندما ألغت وكالة استكشاف الفضاء اليابانية (JAXA) اختبارًا حاسمًا لمحرك صاروخي من طراز Epsilon S، والذي انفجر وأدى إلى اندلاع حريق في مركز تانيغاشيما الفضائي في جنوب غرب اليابان.
ومن المتوقع أن يؤدي هذا الحادث إلى تأخير الإطلاق الأول للصاروخ إلى ما بعد الموعد المستهدف في أواخر مارس المقبل، وهو ما قد يؤثر سلبًا على برنامج الفضاء الوطني الياباني مع حدوث أضرار في المنشأة ولكن دون وقوع إصابات بشرية.
التحقيقات في الحادثة
ولاية وأعرب مدير مشروع “إبسيلون” التابع لوكالة الفضاء اليابانية، تاكايوكي إيموتو، عن أسفه العميق للحادث، مشيرا إلى أن الجانب الإيجابي الوحيد هو العثور على الخلل في الاختبارات الأرضية قبل استخدام الصاروخ لاحقا.
وأضاف أن الأمر سيستغرق عدة أشهر للتحقيق في السبب وتنفيذ الإجراءات اللازمة، وحتى لو تمت السيطرة على الحريق خلال ساعة، فإن الأضرار التي لحقت بالموقع ستزيد من التحديات القائمة.
ويأتي هذا الحادث في أعقاب سلسلة من الإخفاقات السابقة لصاروخ إبسيلون إس، بما في ذلك فشل اختبار المحرك في يوليو من العام الماضي بسبب الضرر الحراري لأنظمة الإشعال، فضلا عن إطلاق نسخة سابقة. صاروخ في عام 2022
التأثير على الشركاء والقطاع الخاص
ولم يقتصر تأثير الانفجار على وكالة الفضاء فحسب، بل شمل أيضا شركائها في تطوير “إبسيلون إس”، مثل تراجع أسهم شركة IHI للصناعات الثقيلة بنسبة 7% في بورصة طوكيو بعد الحادث. وأكدت الشركة التزامها بالتحقيق في الأسباب والعمل على تصحيح الخطأ.
ويعد “إبسيلون إس” نموذجا جديدا من سلسلة صواريخ الوقود الصلب الصغيرة، التي تهدف إلى تحسين القدرة على المنافسة في سوق الأقمار الصناعية اليابانية.
ويواجه برنامج الفضاء الياباني تحديات متزايدة مع تزايد المنافسة العالمية، فعدا عن فشل “إبسيلون إس”، شهد الصاروخ الآخر المرتبط بوكالة الفضاء اليابانية “إتش 3” فشلا عند إطلاقه الأول العام الماضي. ، لكنها تمكنت لاحقًا من تقديم 3 عروض أولية ناجحة. وشملت هذه العمليات مهام إطلاق الأقمار الصناعية اليابانية والعقود التجارية مع مشغلين دوليين مثل شركة يوتلسات الفرنسية.
ويعد هذان الصاروخان من الركائز الأساسية لطموحات اليابان لبناء صواريخ فعالة من حيث التكلفة وتنافسية ضد هيمنة الشركات الأمريكية مثل SpaceX وRocket Lab.